نماذج من البيع المحرم وعقوبة الربا
الحمد لله الذي أباح لنا من المكاسب كل تعامل مبرور، ونهانا عن كل معاملة تشتمل على الغش والكذب والظلم والجهالة والغرور.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، في الألوهية والربوبية والأسماء والصفات، وتدبير الأمور، وأشهد أن محمدا عبده أهدى آمر، وأبر مأمور، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم البعث والنشور، وسلم تسليمًا.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، وتعاملوا فيما بينكم بالبر والصدق والبيان، وإياكم والكذب والغش والكتمان؛ فمن تعامل بما حرم الله عليه، فقد باء بالإثم والخسران.
واعلموا: أن الله -تعالى- فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها.
لقد فرض الله عليكم في معاملاتكم: الصدق والبيان، وحرم عليكم: الكذب والكتمان.
من باع سلعة وجب عليه: أن يبين ما فيها من العيوب، وأن يصدق فيما يذكره فيها من كل وصف مطلوب، لا يذكرن فيها وصفا يرغب وليس فيها؛ مثل أن يقول: إنها طيبة، إنها جديدة، وليست كذلك، فإن من فعل هذا فهو خاسر، وإن ربح حطاما من الدنيا.
أترضى أن تأخذ من مال أخيك بما كذبت عليه؟!
أما تخاف أن يتعلق بك يوم القيامة مطالبا بحقه حين لا درهم ولا دينار تعول عليه؟
إذا بينت عيوب سلعتك فأنت رابح، وإن نقصت قيمتها؛ لأنك امتثلت ما أمر الله، وتركت ما حرم الله.
رابح؛ لأنك اكتسبت المال من طريق حلال.
رابح؛ لأنك خرجت من تبعتها، وبرئت ذمتك من النكال والوبال، ولن يفوتك شيء مما كتب الله لك من الرزق والمال، فإنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها.
فاتقوا الله -تعالى-: وأجملوا في الطلب، وإياكم والربا؛ فإن الذين يأكلون الربا لا يقيمون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.
يقوم الواحد منهم من قبره يوم القيامة يتخبط في قيامه كما يتخبط المجنون!.
آكل الربا ملعون على لسان محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه: «لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آكل الربا وموكله، وشاهديه وكاتبه».
ألا وإن قلب الدين من الربا، سواء فعل ذلك صريحا، أو تحيل عليه مثل أن يقول لمدينه إذا حل دينه: إما إن توفي دينك وإما أن أصبر بزيادة دراهم في مقابلة صبره، أو يتحيل على ذلك، فيقول: استدن مني وأوفني أو اذهب إلى فلان، واستدن منه، وأنا أضمنك، ثم أوفني وأدينك مرة أخرى لتوفيه.
كل ذلك لا يجوز.
وإذا باع أحدكم سلعة على شخص بثمن مؤجل، فلا يشتريها منه بأقل مما باعها به إلا إذا أوفاه أو باعها على شخص آخر.
وإذا اشترى أحد منكم تمرا أو عيشا أو علفا سلما، فلا يقوم من مجلس العقد، حتى يوفي الثمن كله، فإن تفرقا قبل أن يوفيه، فالعقد محرم باطل.
ومن ذلك: شراء العلف من الفلاحين، فإن الناس أهل الدكاكين وأهل البيوت يشترون من الفلاحين أوزانا معلومة يأخذونها يوما فيوما.
فعليهم إذا اشتروا منهم شيئا أن يسلموا ثمنه بمجلس العقد قبل التفرق، فإن تفرقوا قبل استلامه، فالعقد محرم وباطل.
وإياكم والنجش! فإن النجش حرام، وهو أن يزيد الإنسان في السلعة وهو لا يريد شراءها، وإنما يقصد نفع البائع أو ضرر المشتري.
ولا يبعن أحدكم على بيع أخيه، ولا يستأجرن على استئجاره، مثل أن تقول لمن اشترى سلعة بعشرة: أعطيك مثلها بتسعة، أو أحسن منها بعشرة.
وكذلك إذا قلت لمن باع سلعة بتسعة: أعطنيها بعشرة؛ لأن في ذلك قطعا لرزق أخيك وإضرارا به.
وكذلك إذا كان مستأجر البيت ساكنا فيه، وقد رضي صاحبه بالأجرة، وقنع بها، فلا يحل لك أن تزيده في الأجرة ليخرج المستأجر.
أما إذا كان صاحب البيت يطلب المزيد، وقد عرضه لذلك، فإنه لا بأس أن تزيد، ولو كان المستأجر في البيت؛ لأن صاحب البيت لم يقنع بالأجرة.
ومن وكل على بيع شيء، فإنه لا يحل له أن يشتريه، أو يشتري شيئا منه إلا أن يستأذن من وكله فيأذن، حتى ولو أخذته بمثل ما يشتريه الناس، فإنه لا يحل حتى يأذن صاحبه؛ لأننا لو أجزنا له أن يشتري منه لخيف منه أن لا يستقصي في زيادة الثمن.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [آل عمران: 130- 132].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ... إلخ ...
- التحذير من التطفيف في المكاييل والموازين
- أحوال الإِنسان في هذه الدنيا
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قوام هذا الدين
- بر الوالدين
- صفة النبي صلى الله عليه وسلم
- حماية النبي لجناب التوحيد
- صلة الرحم
- فضل قراءة القرآن الكريم
- الاستعداد ليوم التلاق
- وجوب العدل بين الأولاد
- حكم شرب الدخان ومضاره
- الاستعداد ليوم المعاد
- التزود لدار القرار
- استتباب الأمن بتطبيق أحكام الشريعة
- بقية عمر المؤمن لا قيمة له
- الرجوع إلى الله
- الحث على الصدق .. وقصة كعب بن مالك
- شروط النكاح وكيفية طلاق السنة (1)
- شروط النكاح وكيفية طلاق السنة (2)
- سجود السهو
- زكاة الأموال وعروض التجارة
- أحكام الجنائز
- إقامة حدود الله
- التحذير من زعزعة أمن واستقرار البلاد
- الاستقامة
- التمسك بدين الإسلام
- إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً
- مواضع الدعاء لله عز وجل
- الدين النصيحة
- صفة الصلاة
- صلة الأرحام
- نجاة المتقين
- شيء من آيات الله تعالى الدالة على قدرته (1)
- معنى الأمانة وشمولها لجميع الأعمال
- ذكر الله بالقلب واللسان والجوارح
- وجوب رعاية الأولاد والأهل
- نماذج من أحكام الصلاة
- وجوب رعاية المرأة ومنعها من التبرج
- من عليه مسؤولية رعاية المرأة؟
- كيفية الوضوء
- الخوف والرجاء من الله
- أمانة الأموال والأولاد
- نعمة الإسلام
- الأخوة الإيمانية وثمراتها
- وجوب الإيمان بالقضاء والقدر
- فيما يجب أن يكون عليه بيت المسلم
- من صفات المؤمنين في القرآن
- وجوب اتباع الكتاب والسنة والنهي عن الابتداع في شعبان وغيره
- في تحريم أذية المسلمين في مرافقهم
- تنقية الأموال
- وصية لقمان لابنه
- أنواع السعادة
- إنفاق المال في طرق الخير بوقف أو غيره
- مشكلة مغالاة المهور ومنع الأولياء
- من سنن الفطرة
- مسؤولية الإنسان المؤمن في الحياة
- فضل صلاة التطوع
- وجوب طاعة الله وطاعة رسوله
- نماذج من أنواع الظلم
- وجوب التناصح بين الرعية والرعاة
- حماية الإسلام للدين والنفس والعرض والمال
- شيء من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
- عذاب النار
- عقوبة القاتل عمدًا
- غزوة أحد
- غزوة الخندق
- غزوة خيبر
- نعيم الجنة
- الأمانة
- التحذير من البدع
- قصة موسى مع فرعون
- كمال الإسلام ويسره وسهولته
- ما يحرم من اللباس
- مبدأ حياة النبي بعد البعثة
- مضار الخمر والتحذير منه
- من تعرف إلى الله في الرخاء عرفه في الشدة
- من مفاسد الزنا
- وجوب شكر نعمة الإسلام بالعمل به
- التقوى ومجالاتها
- واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا
- فضل الصلاة وكفر تاركها
- نماذج من عذاب النار
- وجوب إعداد القوة للأعداء
- الأمن من ضروريات الحياة
- مسؤولية الإمام والمأموم
- من حقوق الله تعالى وحقوق الخلق
- نماذج من البيع المحرم وعقوبة الربا
- نماذج من شروط الصلاة وأركانها
- حاسبوا أنفسكم ما دمتم في زمن الإمكان
- مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ
- أولادكم أمانة في أعناقكم
- اغتنام أيام العمر بالعمل الصالح
- الاستقامة على الطاعة | بعد انتهاء موسم الحج
- الاستقامة على النهج السليم
- الحصول على الحياة الطيبة بالإيمان والعمل الصالح
- القيام بالواجبات وترك المنهيات
- قصة موسى وفرعون
- ما تحصل به السعادة
- مجاهدة النفس على الطاعة
- مجاهدة النفس
- وجوب امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه
- المثابرة على الأعمال الصالحة