وجوب طاعة الله وطاعة رسوله
الحمد لله رب العالمين، أمرنا باتباع رسوله، ومعرفة الهدى بدليله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فاعبدوه واشكروا له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سلك سبيله وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: أيها الناس اتقوا الله تعالى ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.
عباد الله: تبلغنا أوامر الله ورسوله بطرق متعددة ووسائل متنوعة: عن طريق تلاوة القرآن الكريم واستماعه وقراءة الأحاديث الشريفة وسماعها، وسماع الخطب والمواعظ، وسماع البرامج الدينية في وسائل الإعلام، ودراسة المقررات الدراسية في مراحل التعليم، تصل إلينا وتبلغنا أوامر الله وأوامر رسوله عن طريق هذه الوسائل وغيرها.
ولكن لنسأل أنفسنا وليسأل بعضنا بعضاً: أين الامتثال لهذه الأوامر؟ وأين أثرها فينا؟ هل غيرنا من واقعنا؟ هل عدلنا من سلوكنا من سيء إلى أحسن؟ هل اتجهنا إلى العمل الصالح وتزودنا من الطاعات؟ الكثير أو الأكثر منا بعكس ذلك. باقٍ على غيه منساقٌ مع شهواته، مطاوع لنفسه وهواه، تمر عليه هذه الأوامر الإلهية وكأنها حكايات تاريخية، أو قصص خيالية، كأنها لا تعنيه، هذا هو واقع الكثير منا رجالاً ونساءً إلا من رحم الله.
التهاون بالصلاة أصبح مألوفاً، كسب المال بالطرق المحرمة أصبح وسيلة اقتصادية متبعة، سماع الأغاني والمزامير والنظر إلى أفلام الخليعة وانتشار ذلك بين العوائل صار كأنه من الضروريات التي تقوم عليها البيوت والأسر، جلب الرجال والنساء الأجانب وخلطهم مع الأسر باسم الخديمين والخديمات أو السائقين بغض النظر عن عقائدهم المنحرفة وأخلاقهم الفاسدة إلا من عصم الله، وبغض النظر عما يحصل من الجرائم الخليعة منهم وبهم.
أصبح جلبهم مع هذه المفاسد مجال مفاخرة ومنافسة لدى المترفين منا، مع ما يعلمونه في ذلك من حصول المفاسد وما يسمعون من تحذير الناصحين؛ فأي عقل ودين عند من يجلب امرأة أجنبية لا محرم معها، ويدخلها في بيته وبين بنيه المراهقين، وقد تحصل منه أو منهم الخلوة المحرمة في بيته وبين بنيه المراهقين، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما خلا رجلٌ بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان»، وأي عقل أو دين فيمن يجلب رجلاً أجنبياً سائقاً أو خادماً ويتركه مع محارمه، مع زوجته أو مع بنته في البيت أو في السيارة وثالثهما الشيطان؟!، سبحانك ﴿فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾.
عباد الله: إن المؤمن عندما يسمع أوامر الله وأوامر رسوله يبادر بالامتثال؛ قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً﴾ أي: لا يحل لمن يؤمن بالله أن يختار من أمر نفسه ما شاء بل يجب عليه أن ينقاد لقضاء الله وإن كان خلاف هواه؛ لأن قضاء الله له خير عاجلاً وآجلاً، وقد توعد الله الذين يخالفون أمر الله وأمر رسوله بعد ما يبلغهم فقال تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ فحذرهم من عقوبتين: عاجلة في الدنيا وهي الفتنة، وآجلة في الآخرة وهي العذاب الأليم.
والفتنة تعم جميع أنواع الفتن؛ من عمى القلب والإصابات في الأبدان والأموال من القتل والزلازل وتسلط الجبابرة وغير ذلك، مما هو واقع ومشاهد في عالم الزمان.
عباد الله: لقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدر هذه الأمة يبادرون إلى امتثال أمر الله وأمر رسوله حال ما يسمعونه ولا يؤخرون ذلك، وأنا أذكر لكم وقائع من ذلك: لما حولت القبلة في الصلاة من بيت المقدس إلى الكعبة بأمر الله سبحانه بقوله: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ كان أول صلاة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة هي صلاة العصر وصلاها معه قوم، فخرج ممن كان صلى معه، فمرّ على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة. فداروا كما هم قبل البيت وهم في الصلاة.
وروى أبو داود وغيره عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: "لما نزلت هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ..﴾ الآية شققن مروطهن فاعتجرن بها وصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما على رؤوسهن الغربان".
وعن أنس رضي الله عنه قال: كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة، فإذا مناد ينادي، قال: أخرجُ فانظر، فإذا مناد ينادي: ألا إن الخمر قد حرمت، فجرت في سكك المدينة، قال: فقال لي أبو طلحة: اخرج فأهرقها فهرقتها. وفي رواية فقالوا: يا أنس اسكب ما بقي في إنائك؛ فوالله ما عادوا فيها.
عباد الله: هذا موقف المؤمن مع أوامر الله وأوامر رسوله. إنه المبادرة بالامتثال من غير تردد، ولو كان في ذلك مخالفة هواه وترك مألوفه؛ فاتقوا الله وانظروا مواقفكم مع أوامر الله ورسوله.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾.
- التحذير من التطفيف في المكاييل والموازين
- أحوال الإِنسان في هذه الدنيا
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قوام هذا الدين
- بر الوالدين
- صفة النبي صلى الله عليه وسلم
- حماية النبي لجناب التوحيد
- صلة الرحم
- فضل قراءة القرآن الكريم
- الاستعداد ليوم التلاق
- وجوب العدل بين الأولاد
- حكم شرب الدخان ومضاره
- الاستعداد ليوم المعاد
- التزود لدار القرار
- استتباب الأمن بتطبيق أحكام الشريعة
- بقية عمر المؤمن لا قيمة له
- الرجوع إلى الله
- الحث على الصدق .. وقصة كعب بن مالك
- شروط النكاح وكيفية طلاق السنة (1)
- شروط النكاح وكيفية طلاق السنة (2)
- سجود السهو
- زكاة الأموال وعروض التجارة
- أحكام الجنائز
- إقامة حدود الله
- التحذير من زعزعة أمن واستقرار البلاد
- الاستقامة
- التمسك بدين الإسلام
- إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً
- مواضع الدعاء لله عز وجل
- الدين النصيحة
- صفة الصلاة
- صلة الأرحام
- نجاة المتقين
- شيء من آيات الله تعالى الدالة على قدرته (1)
- معنى الأمانة وشمولها لجميع الأعمال
- ذكر الله بالقلب واللسان والجوارح
- وجوب رعاية الأولاد والأهل
- نماذج من أحكام الصلاة
- وجوب رعاية المرأة ومنعها من التبرج
- من عليه مسؤولية رعاية المرأة؟
- كيفية الوضوء
- الخوف والرجاء من الله
- أمانة الأموال والأولاد
- نعمة الإسلام
- الأخوة الإيمانية وثمراتها
- وجوب الإيمان بالقضاء والقدر
- فيما يجب أن يكون عليه بيت المسلم
- من صفات المؤمنين في القرآن
- وجوب اتباع الكتاب والسنة والنهي عن الابتداع في شعبان وغيره
- في تحريم أذية المسلمين في مرافقهم
- تنقية الأموال
- وصية لقمان لابنه
- أنواع السعادة
- إنفاق المال في طرق الخير بوقف أو غيره
- مشكلة مغالاة المهور ومنع الأولياء
- من سنن الفطرة
- مسؤولية الإنسان المؤمن في الحياة
- فضل صلاة التطوع
- وجوب طاعة الله وطاعة رسوله
- نماذج من أنواع الظلم
- وجوب التناصح بين الرعية والرعاة
- حماية الإسلام للدين والنفس والعرض والمال
- شيء من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
- عذاب النار
- عقوبة القاتل عمدًا
- غزوة أحد
- غزوة الخندق
- غزوة خيبر
- نعيم الجنة
- الأمانة
- التحذير من البدع
- قصة موسى مع فرعون
- كمال الإسلام ويسره وسهولته
- ما يحرم من اللباس
- مبدأ حياة النبي بعد البعثة
- مضار الخمر والتحذير منه
- من تعرف إلى الله في الرخاء عرفه في الشدة
- من مفاسد الزنا
- وجوب شكر نعمة الإسلام بالعمل به
- التقوى ومجالاتها
- واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا
- فضل الصلاة وكفر تاركها
- نماذج من عذاب النار
- وجوب إعداد القوة للأعداء
- الأمن من ضروريات الحياة
- مسؤولية الإمام والمأموم
- من حقوق الله تعالى وحقوق الخلق
- نماذج من البيع المحرم وعقوبة الربا
- نماذج من شروط الصلاة وأركانها
- حاسبوا أنفسكم ما دمتم في زمن الإمكان
- مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ
- أولادكم أمانة في أعناقكم
- اغتنام أيام العمر بالعمل الصالح
- الاستقامة على الطاعة | بعد انتهاء موسم الحج
- الاستقامة على النهج السليم
- الحصول على الحياة الطيبة بالإيمان والعمل الصالح
- القيام بالواجبات وترك المنهيات
- قصة موسى وفرعون
- ما تحصل به السعادة
- مجاهدة النفس على الطاعة
- مجاهدة النفس
- وجوب امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه
- المثابرة على الأعمال الصالحة